لا قيمة لقلم لا يعالج قضية, ولا ينير من حروفه مشاعر وطنية, وإنسانية
لتستيقظ فينا المشاعر, ويشعل لنا الجوانب المعتمة بعيداً عن الضيق, الحياة والحدود
الزائفة, أمهات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة يدفعون الثمن, تذهب وتأتي بخيالها
وتتكلم, وفكرها بعيداً عن الوجود, تمتلكني الرغبة لمعرفة ما يدور في مخيلتها, كُتبت
عليها الوحدة والحزن, ويكبر كل يوم بداخلها, إنها مأساة وجود إنسان من ذوي الاحتياجات
الخاصة في الأسرة فهو مسؤوليتنا, وسبب شرودها وحزنها وألمها, فهناك الملايين من المصابين
في فلسطين أين نحن عنهم؟
مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة يشمل الأشخاص الذين يعانون من حالات ضعف
معينة تزيد من مستوى الاعتمادية لديهم تحد من قدرتهم تمنعهم من القيام بوظائفهم, يعد
هؤلاء احد مشاكل التي يعاني منها مجتمعنا إلى
الحد الذي وصل عددهم إلى أكثر من المليون مصاب وتتزايد هذه النسبة يومياً فالأصحاء
يتحولون إلي المعاقين هذه هي حجم المأساة التي
يمر بها مجتمعنا.
مؤشر نجاح وحل هذه المشكلة في أي دوله في العالم يقاس بحجم الاهتمام الذي
توليه لذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع ومدى القدر على إدماجهم في المجتمع لذا هذه
إحدى أهم المسائل الاجتماعية التي تستوجب المواجه والمعالجة الفعالة للوقاية .
السؤال الذي يطرح نفسه هل مسؤولية العناية بذوي الاحتياجات الخاصة هي
من مسؤولية الأسرة أم الدولة ؟ حيث إن القانون يقول (لكل معاق حق التأهيل والرعاية,
وتؤدي الدولة هذه الخدمات دون المقابل ) عائلات المصابون أكثر من أصحاء ولا نرى اهتمام
كبير يقدم لهم من الدولة فلا المراكز متخصصة لرعاية المصابين أو دور لتأهيل ذوي الاحتياجات
الخاصة من قبل الدولة, لقد ضحت العائلات براحتها في سبيل الاعتناء بهم فليس من السهل
القيام بهذا العمل بمفرد الأسرة, فهذا ما جاءهم من ربهم ومن الحياة القاسية فالأسره
تنظر اليهم على أنهم حكمة الله وقدر
فرض عليهم, والمجتمع العاجز والدولة التي تجمع قوت يومها ,أين بها من
هؤلاء ؟ فيجب على الدول تقدر موقف هؤلاء و ابنائهم عند طلب المساعده ,فإذا هذا يمثل موقف تحرج منه الدول وتحاول الإخفاء بعدم الاهتمام بهم لتشعر
بهم, الا يكفي انهم غير قادرين على تسيير امورهم الشخصية بأنفسهم والاختلاط مع الاخرين
فهذه تسبب متاعب عديدة سواء نفسية أو جسدية أو اجتماعية على كل من الامهات ,والمصابين .
لننظر الى السماء
ونطرح علاج المعاقين بالترفيه وعلى ان مجموعة من الأنشطة والفعاليات والبرامج الترفيه
يعدها مختصون وتعتمد على استخدام وسائل متنوعة مثل التمثل والرسم معالجة النواحي الجسمية,والنفسية
,وغيرها وهذا من أجل اشغال اوقات الفراغ ,وفتح مراكز ومؤسسات متخصصة تعتني بهؤلاء على
انهم افراد من المجتمع ودعمهم مادياً, ونفسياً.
وفي نهاية ان المصاب انسان قد يفقد شيء ولكن لم يفقد كل شيء, لذا وجد
الاهتمام والرعاية من الأسره والمجتمع, والدولة فهذا يساعد على تجاوز مصائبه والاندماج
مع من حوله ويجب ان يكون الدور الاكبر مسؤولية كبيره تقع على عاتق الدوله لمساعدتهم
وتوفير مراكز متخصصة للعناية بذوي الاحتياجات الخاصة ,وتأهيل كوادر مختصة لمساعدتهم
ودعمهم مادياً بشكل مستمر, وتوفير فرص عمل لإدماجهم بالمجتمع وهنا نقف على امالنا وعلى
لحظات إحباط وإنكار, ولحظات ترقب وانتظار وفرح , والخروج الى النور فهم ولادة بشرية
ونحن الفكرية .
بقلم :
أبرار تلاحمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق