كلمة قالتها أم الشهيد؛
تحتاج منا أن نتوقف عندها كثيراً وطويلاً، فقد ذهب الغالي، فهل نأسف على الرخيص؟،
هي حكاية صبر وصمود تتلخص من القلب بخروج ألف تنهيدة تصل إلى أبعد الحدود، فنحن
ننتظر ذكرياتنا لا بيوتنا ...، كيف سيدخل السرور
إلى قلب أسرة تشتت قلبها كأم مهند الحلبي؟!...، كفكفت دموعها وطرحت السلام مترجلة:
"الحجر مش أغلى من مهند..."
كثيرة هي أبجديات
الألم...، ويختفي الأمل، إنه معترك حياة صعبة...، جلد وقوة تخفي خلفها حزناً
عميقاً تسري فيه أنفاس الروح، فخلف هذا الشموخ عذاب وكمد، خلفه فراق للأحبة وعودة
إلى صفحات أمس حزين ...، نعم ذهب البيت ..، ولكن سبقه ما هو أعز منه إنه مهند...
هدم البيوت دون إخراج ما
بداخلها سياسة تتعمدها آليات الاحتلال بحق شعبنا الصامد أمامها ...، ولكن ذاكرة
عصية على النسيان تبتسم كلما مر عليها طيف الشهيد ستبقى شوكة في حلق الأعداء، فهدم
البيت لن يهدم الذكريات.
كم هي عظيمة أم الشهيد
كشجرة باسقة شامخة لا تنكسر في وجه الريح ...، تحدق صوب صورة الشهيد في زاوية
الغرفة المطلة حيث كان ينام، لتلقي وداعها الأخير على بيت طالما منحه الشهيد
رونقاً خاصاً.
تمشي أم الشهيد بكبرياء
يغيظ الأعداء، كلما التفت حولها في المكان، وفي الأزقة والشوارع استوقفتها صورة
لابنها فتزداد عظمة وفخاراً.
لكن عمق الجراح أمام إرادة
لا تنكسر ...، أمام قضية عادلة حملتها أم الشهيد وجعاً تخفيه في طيات وجهها ...
ستعود إلى خيمة لا تقيها حر الصيف ولا برد الشتاء ستبقى تستذكر مهند.
غاب عنها مهند فأصبح قريبا
على بعده، بعيداً على قربه ... تبحث عن الحرية بروح مهند، تعانقها فتلمس الكرامة
والعنفوان، تلمس المجد الذي يعلو النجوم...، تحمل وسام البطولة...، ثم تعود إلى
عالم الواقع فلا تجد مهند...
ستسجل هذه الكلمات معنى
الإرادة، وإن دار الزمن ومرت الليالي ستبقى تعلن صوتها قوياً لا يموت ولا يفنى عبر
صفحات الزمن ...فإن توهم العدو أن بهدم البيوت ستهدم الإرادة سنقول له بلسان أم
الشهيد مهند: " الحجر مش أغلى من مهند..."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق