مجاري المستوطنات في أبو العسجا معاناة متواصلة
تعد مشكلة مياه المجاري من المشكلات المركزية في فلسطين، إذ تشكل مصدر
إزعاج وقلق للمواطنين الفلسطنيين، وخصوصا ًفي منطقة جنوب الخليل بالضفة الغربية، وذلك
لطبيعة موقعها الذي يشق مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية من منطقة شرق الخليل، والى
منطقة بئر السبع في أقصى الجنوب
.
يمر سيل مجاري المستوطنات من قرية أبو العسجا الواقعة على بعد 19 كم من
جنوب مدينة الخليل, ويعد هذا السيل الذي قسّم القرية إلى قريتن، (أبو العسجا، وأبو
الغزلان)، مصدراً للرائحة الكريهة التي تنتشر في المنطقة والقرى المجاورة، وجاذباً
للحشرات والقوارض، ومنبعاً لانتشار العديد من الأمراض، والأوبئة التي تهدد السكان،
علاوة على ما تتركه المياه المتدفقة في السيل من آثار صحية، وبيئية على السكان في عصر
تزداد فيه الأمراض الفتاكة، وتقل فيه إمكانات التعقيم, والوقاية من الملوثات البيئة
والصحية، والجوية التي تهدد السكان.
أفاد سكان قرية أبو العسجا أن هذا السيل يأتي من مستوطنة "كريات
أربع" في الخليل، ومن المستوطنات المحيطة بها، ويمر بالعديد من قرى الفلسطينية
ومنها أبو العسجا ورابود وكرمة وكرزة والصرة والظاهرية ويطا والفوار والريحية، ومنطقة
الفحص، وغيرها من مناطق جنوبي المحافظة.
إذ أشار المواطنون أن هذه المياه الملوثة تشكل مجمعاً لتكاثر الديدان،
والحشرات فضلاً عن الأمراض التي يسببها البعوض، ومنها الغثيان والطفح الجلدي، ومرض
السرطان الذي يصاب به الإنسان نهيك عن تسببه بخسائر في الثروة الحيوانية، والنباتية
نتيجة تناول هذه الحيوانات الأعشاب، والمزروعات غير الصالحة للأكل سواء القريبة أو
البعيدة عن سيل المجاري في القرية، إذ يتوقع العديد من المواطنين في المناطق الجنوبية
أن يكون أكثر من مئة ألف مواطن فلسطيني متضرر من هذا السيل .
يرى العديد من المواطنين أن إدخال مجاري المستوطنات إلى السيل الذي يمر
بـ "أبو العسجا"، وغيرها من المناطق الجنوبية، يعد وسيلة يستخدمها الاحتلال
للضغط على السكان لتهجيرهم بعيداً عن الأرض, وضربا للاقتصاد الوطني الذي يؤدي إلى زيادة
مستوى البطالة.
وفي النهاية استخدم المواطنون السيل مكباً للنفايات سواء من سكان القرية،
أو من القرى المجاورة، ولم تقتصر على مخلفات البشر وإنما جثث الحيوانات أيضا.
بعد أن فشل المواطنون في إيجاد حل لمشكلة سيل المجاري الذي يقسم القرية,
ويهدد حياة المواطنين والحياة الحيوانية, والنباتية بكل أشكالها, بعد أن أصبحت القرية
ملاذاً للحشرات, والأمراض بعد أن أصبح الهواء ملوثاً وباتت الأمراض تلاحق سكان هذه
المناطق إلا أن آمالهم لم تتوقف عن البحث المتواصل لإيجاد الحل, بالرغم من تقديم العديد
من مطالب, والشكوى المناشدة بإيجاد الحل ولكن لا حياة لمن تنادي .
بقلم الاعلامية : أبرار تلاحمه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق