وسط معاناة الحياة وأهوالها، وقسوة الظروف ومآسي الدهر، وبين ثنايا أمس حزين، ومستقبل مجهول، تُسرق أحلام كثير من الصغار،من الذين حكمت عليهم الأيام أن يخوضوا العذاب والإنكسار. بنظرات بريئة لسان حالها يقول:لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ وإلى أين؟ إنها صورة الأطفال العاملون التي أصبحت مشهدُ مألوفا متكررُ... واضحا وضوح الشمس.لا يجدون من يوجه إصبعه تجاههم أو يمد لهم يد العون ليمنحهم حياة كريمة بلا الم أو معاناة، بل برحمة وحنان وعطف.
حسب المركز الفلسطيني للإحصاء يشير إلى أن حوالي 100الف طفل عامل في فلسطين معظمهم في ظروف قاسية وأجور لا تستحق،حيث يوجد 90%من الأطفال العاملين من أسر لم يكمل فيها الوالدين التعليم الأساسي، إضافة إلى 80.4من الأطفال العاملين من أسر تزيد عن عشرة أفراد، أما بالنسبة للعوامل الاقتصادية فإن 75% من الأطفال العاملين ينتمون إلى أسر يقل دخلها عن 2000 شيقل أي تحت خط الفقر.
عمالة الاطفال تترك أثاراً سلبيةً عليهم بشكل عام وخاصةً على صحتهم التي باتت في ميزان الخطر،هذا كله من شأنه أن يؤثر نفسياً وصحياً على الأطفال كما أوضح أ. رياض عرار وهو مسؤول في منظمة الـ ( DCI) والذي قال: " أن الأطفال العاملين خاصة أولئك الذين يتركون المدرسة يتضررون في جوانب عديدة منها التطور المعرفي كالقدرة على الكتابة والحساب والقراءة كما يتأثر التطور العاطفي كفقدانه احترامه لذاته وارتباطه الأسري وتقبله للآخرين أما الأعراض النفسية مثل الإنطواء و العزلة والاكتئاب".
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (93) ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﺘﺤﻅﺭ ﻋﻤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻗﺒل ﺴﻥ 15 "ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﺎﺌﻘﺎً ﺃﻤﺎﻡ إتمامهم ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍلإﻟﺯﺍﻤﻴﺔ"
يترتب على عمل الأطفال غالباً تركهم للمدرسة والتسرب المبكر وهو ما حظره قانون الطفل الفلسطيني ضمن مادة (37) وفقاً لأحكام القانون: أ. لكل طفل الحق في التعليم المجاني في مدارس الدولة حتى إتمام مرحلة التعليم الثانوي. ب. التعليم إلزامي حتى إتمام مرحلة التعليم الأساسية العليا كحد أدنى. 2. تتخذ الدولة جميع التدابير المناسبة لمنع التسرب المبكر للأطفال من المدارس.
يشكل عمل الأطفال انتهاكاً لحرية الطفل وحقوقه الأساسية ، وعملهم في الظروف القاسية التي تشكل خطورة على صحتهم ونموهم الجسدي والعقلي إضافة إلى الأبعاد النفسية التي تترتب عليهم ، لذا يجب تدخل الجهات المختصة من أجل ترك الأطفال يعيشوا طفولتهم بعيداً عن أعباء سوق العمل.
أبرار تلاحمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق