الدخان الأسود الكثيف يملأ المكان، وصورة
ظلامية قاتلة، فالهموم هنا كثيرة
والمعاناة لا يقدر عليها أحد ولا يرضى بها إنسان ، هنا تتكاثر الأمراض وتنبعث
الروائح الكريهة، وسكان حرموا النقاء رغم امتلاء الكون بالأكسيجين فالاختناق سيد
الموقف.
إنه الحرق المتكرر للمعادن والكاوتشوك وأشياء أخرى لا تعرف طبيعتها في قريتي
الكوم وإذنا، تأتي هذه
المواد من مخلفات المستوطنات لتلقي بسمومها على أهالي المنطقة، غير أنها تشكل مصدر
رزق للبعض، غالبيتهم من الأطفال، والتي تترك آثارا سلبية على صحتهم وسلامتهم.
شكاوى الأهالي متكررة، لكن الأمور بقيت على
حالها، والكل يكتفي بالوعود، وليس العاملون فقط هم
المتضررون لأن الحرق يتم وسط السكان دون رقيب أو حسيب وهناك يتعرضون لأنواع شتى من
الغازات السامة والدخان و التي تعرضهم لأمراض قد ينقلوها الى بقية أفراد المنطقة
منها صعوبات في التنفس والتعرض الدائم للجروح والكدمات والغازات السامة التي تصيب
الجسم والتهاب الجيوب الأنفية والتشنجات الحرارية نتيجة التعرض للحرارة العالية إضافة إلى الربو وتلف الرئة وسرطان
الرئة والتهاب القصبة الهوائية والعديد من الأمراض التي قد تهدد الحياة.
ويعلل كثير من المسؤولين تقصير الجهات
الرسمية بسبب وقوع معظم الأراضي التي يتم فيها الحرق ضمن أراضي (ج) حسب اتفاقية
أوسلو وبالتالي فهم لا يمتلكون حرية التصرف فيها.
ولا تقف أضرار حرق الخردة على صحة الإنسان
بل تتعداه إلى الإضرار بالطبيعة والمزروعات فتحدث بذلك تلوثات بالتربة والمياه
الجوفية وقد تؤدي الى موت النباتات والأشجار أو تلفها، وأكبر مثال على ذلك أشجار
الزيتون التي اكتست بالسواد، ما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرز بزيت الزيتون الذي لم
يعد صالحا للاستهلاك البشري، والأرض بالنسبة لمالكها هي أيضا مصدر دخل أساسي، ما
يؤدي إلى الحاق أضرار اقتصادية أيضاً.
وهكذا يستمر العبث بحياة المواطنين في ظل
عدم تمكن الجهات المختصة من ايجاد الحلول الكافية لهذه المشكلة وارتباطها
باحتلال لم يكتف بقتل الفلسطينيين بالاته الحربية بل تعداه الى مخلفاته التي تمثل مصدر رزق للبعض يؤدي الى
الموت البطيء وينذر بكوارث لا تحمد عقباها، وسط دعوات وأصوات تطالب بالحل فهل من
مجيب؟؟
بقلم: إخلاص ارجوب
بقلم: إخلاص ارجوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق