في
غرف محكمة ومعزولة، لها مناخ يماثل الطبيعي، تحوي وحدات تبريد للتحكم بدرجة
الحرارة، وإضاءة محوسبة ومزودة بصواني استنبات، وبتحكم الكتروني كامل، توجد بذور
الشعير الجافة التي تنقع بالماء لاستنباتها دون الحاجة للتربة.
إذ
تستغرق بذرة الشعير سبعة أيام متتالية حتى تنمو. وينتج عن كيلو الشعير الجاف ستة
كيلو من الشعير الأخضر، ما يعني ستة أضعاف الكمية .
وحتى
تكون وحدات استنبات الشعير مجدية اقتصاديا لا بد أن تكون الوحدة مصممة بناء على
الاحتياج اليومي للمزرعة من الشعير الأخضر واستغلال الوحدة بأقصى طاقة ممكنة للإنتاج.
وتدخل عملية الإنتاج مراحل متعددة تبدأ
بنقع البذور في الماء لمدة ساعة، وفي تلك الأثناء تعقم الصواني التي يوضع بها
الشعير بالشيد والكلور،بعدها يتم تهيئة مناخ شتوي لها لمدة 12 ساعة وتغذى بالمياه
على شكل ضباب ولاحقا يتم إدخال الهواء والتحكم به عن طريق مراوح، فيما تعمل مراوح أخرى
على شفط غاز ثاني أكسيد الكربون وطرده للخارج.
وبعد مرور سبعة أيام على زراعة الشعير تأتي
مرحلة جني المحصول الذي يتم تقطيعه يدويا ليصبح بعدها جاهزا للاستهلاك الحيواني.
ويعمل المهندس عبد الرحمن عواد في هدا المشروع
بالتعاون مع وزارة الزراعة تحت رعاية منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة
(الفاو) ،ويذكر عواد أن قلة المراعي والأمطار، وارتفاع أسعار الأعلاف بشكل كبير كان
دافعه للبحث عن البدائل من خلال استخدام التقنيات الحديثة.
كما يفيد عواد أن عمر النبات سبعة أيام يعطيه
تركيب كيماوي فريد من نوعه وطبيعي لا يمكن الحصول عليه بالزراعة التقليدية ، كما
يتميز بارتفاع نسبة المجموع الخضري من النبات، بالإضافة إلى أن معامل الهضم فيه
عال ما يعني سهولة هضمه من قبل المواشي.
ويسترسل عواد أن:"تكلفة الطن الواحد من
الشعير المستنبت حوالي 330 شيكل مقارنة مع 1400 شيكل للأعلاف الجافة، ناهيك عما
يميزه في زيادة معدل إنتاج الحليب، ونسبة المادة الصلبة فيه خاصة الدهون، وتوفير
الأنزيمات والفيتامينات والبروتينات والمعادن للمواشي".
وفي ذات السياق يقول خليل أبو عقيفان مدير
دائرة الخدمات المساندة في مديرية زراعة دورا أن:" هدف الوزارة تطوير قطاع
الثروة الحيوانية من خلال البحث عن أعلاف بديلة رخيصة الثمن" , مضيفا:
"تم بحمد الله السيطرة على المشاكل التي كانت تواجهنا في السابق، والتي على
رأسها العفن".
ويتابع أبو عقيفان:"إن عدد المستفيدين
من هذا المشروع بلغ 500 مزارع موزعين على 15 جمعية في أنحاء الضفة الغربية".
بيد أن المزارع علي عمايرة رئيس جمعية إذنا
التعاونية لإنماء الثروة الحيوانية – إحدى الجمعيات المستفيدة من المشروع – يقول:
" صحيح أن الشعير الأخضر زاد نسبة
إدرار الحليب والدسم، ولكن بالنسبة للتوفير فلا يوجد فرق كبير، إذ يجب أن تأخذ
الأغنام العليقة الجافة كما هي مقررة دون العلف الأخضر، ناهيك عن تكاليف الماء
والشيد والسكر، والحاجة إلى التعقيم الدائم، كما أن كيلو الشعير الأخضر لا تسد
حاجة الأغنام كالجاف، ولكن نسبة الفيتامينات والمعادن في الأخضر أعلى من
الجاف".
مستطردا:" إن الحاجة
إلى التعقيم المستمر ضرورية ففي حال حدوث العفن فإنه يعمل على زيادة البكتيريا في
معدة الحيوان ما يؤدي إلى المرض والنفوق".
ويعقب عواد: " لا
نزال بحاجة إلى طاقم مدرب يقوم بأعمال الزراعة ، فحوالي 50% تقريبا من الذين
استفادوا لم يقوموا بالتصرف الصحيح في استخدام العليقة الخضراء، فهم بحاجة إلى
توعية"
ويأمل عواد أن يعم مشروعه الضفة الغربية، مستأنفا: "لم نتلق الدعم
الكافي رغم أهمية ما نقوم به في خدمة النشاط الزراعي والتنمية المستدامة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق