طويت الآن كل السنين والأيام الماضية، وأنا
اليوم أطفئ أربعين شمعة من عمري، أحدق في مرآتي، وأدنو من عكازي، أتساءل بمرارة:
كيف؟ ومتى؟ وأين انقضت تلك السنين؟؟
على الرغم من أن تقدمي في
السن ليس كبيرا، إلا أن التجاعيد تملأ وجهي، لماذا وصلت إلى هذا الحد المخيف؟؟ أجل
إن لكل تجعيدة حكاية،أعود بذكرياتي لأستعرض أيامي، إنها مليئة بأحداث وأزمان
وأسماء صارت ذكرى تتابعت وتوالت، أتمنى لو كنت في عالم الأحلام ،فأنا الآن أقبع في
واقع مرير، فيه يستغرق حدوث الأشياء التي أتمناها مهما كانت بسيطة أزمنة كثيرة،
أما هناك فأقصى وقت ممكن يستغرق دقيقة.
أحدق طويلا في السماء،
النجوم تملؤها وتنيرها، أما الأرض فغارقة في ظلام دامس، فأحس عندها بشجن، وكأني
عجوز يحن إلى ذكرى غالية ، وأصرخ بعمق وكأن صوتي آت من زمن بعيد.
كم مرة مددنا أيدينا لنصافح
لأجل السلام، لكن تلك اليد التي تسلم نفسها عارية تدعي السلام، تمسك السلاح لتقتل
وتجرح وتدمر.
اقتنع الكل بعدم جدوى
السلام، وأهمية الحرب لتحرير الأرض، فالعالم غابة ، والدفاع عن الأرض والعرض واجب
اتجاه وحوش تمزق وجه العروبة، ولكن لا زال هناك من يسمي الأمور بغير مسماها ويعيد
النظر، وتعقد جلسة تفاوض أخرى أملا في السلام المزعوم فتحفر تجاعيد أخرى في وجهي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق