الثلاثاء، 19 يناير 2016

مأساة اللإجئين جمرة القضية الفلسطينية


القضية  أكثر انفجار في الصراع الفلسطيني  الإسرائيلي هي  ما يسمى ب "حق العودة"،  ويعني رجوع  ملايين الفلسطينيين إلى ارضهم المغتصبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي . بينما أوضحت إسرائيل أنها لا تستطيع أن توافق على ذلك ، لأنه من شأنه أن يدمر على نحو فعال إسرائيل كدولة يهودية ، و من جانب الفلسطنينون رفضوا بثبات لتقديم تنازلات بشأن هذه المسألة. وهذا ما جعل "حق العودة" العقبة الرئيسية  في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. 

على الرغم من أحدث جولة من محادثات السلام ، هناك دلائل تذكر بأن الفلسطينيين على استعداد لتغيير موقفهم. وبالفعل ، فقد صرح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس “ببساطة : حق العودة هو قرار شخصي. ما معنى ذلك؟ معنى ذلك أنه لا يحق لأية جهة كانت، لا لرئيس الحكومة ، ولا للدولة ، ولا للسلطة الفلسطينية ، ولا لأبو مازن (عباس)، ولا لأي قائد فلسطيني أو عربي حرمان أي شخص من حقه في العودة".
منذ ما يزيد على نصف قرن ومع نشوء الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين 1948م بدأت مأساة اللاجئين الفلسطينين ، اذ تؤكد معظم المصادر على أن أكثر من 800 ألف فلسطيني أجبروا على الهرب من ديارهم والتشرد في أقطار العربية،  مما جعلهم  يحملون نحو 33 جنسية عدا الجنسية الأردنية، ومن هنا حملت إسرائيل العرب مسؤولية اللاجئين الهاربين من ديارهم  في ظروف الحرب ،  وجعلت هروبهم في ظل الحرب  موقفاً لعدم إعطائهم  حق العودة إلى أراضيهم، كلها تبريرات من أجل إقامة دولتهم على حساب الشعب الفلسطيني.
من حزيران / 1967 حتى حزيران 2015 ثمانية وأربعون عاماً على نكسة حزيران، لم نتمكن من تحقيق حلما في تحرير أرضينا  واستعادة حقوقنا المشروعة،  تلك النكسة لم تكن مجرد ورم مفاجئ  في جسد الإنسان بل تجسدت في هزيمة أدت إلى دخول أمتنا في نفق مظلم بفشلنا في ايجاد الحل يعيد لنا فلسطين.
تبقى الكرة في يد القانون والقيم والمبادئ   فأي قانون يحرم الإنسان أرضه وهويته  ويعطها لمن ليس له أرض وهوية،   القيم الإنسانية أعطت حق العودة قبل أي حق آخر فمن حق الفلسطيني أن يعود إلى وطنهم كأي إنسان في العالم فببقاء اللإجئين في مخيمات اللجوء وفي الدول المجاورة تشكل خطورة على مستقبل فلسطين واستقرارها.


بقلم: أبرار تلاحمه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق