الجمعة، 5 فبراير 2016

الوظيفة حلم لا تمل العين من رؤياه


وسط ضوضاء الحياة تأخذنا لحظات صفاء نذهب فيها بقلوبنا وعقولنا بعيدا جدا الى حيث يأخذنا الخيال،ونمضي كما جئنا وقد ننسى بريق الضوء والألوان وقد نهفو الى زمن بلا عنوان، ونهجر أنفسنا بحثا عن حياة أخرى في لوحات لم ترسم تفاصيلها، وهكذا مضيت باحثة عن عمل خلف قضبان الحياة بعد أن رسمت بريشتي ولونتها بألوان الافق وبدأت أحلم في مكان لا أعرفه ووجوه أجهلها، وحياة مليئة بالنشاط فهذا مقال وذاك تقرير وتلك قصة صحفية ..، وأنا لا أحمل سوى قلم يكتب..، أجل سأكمل ما بدأت به رحلتي.
فحدث في الاونة الاخيرة يرن هاتفي النقال برسائل صباحية، تذكرني بمقابلة عمل سبق أن إجتزت امتحانها بنجاح باهر، خطفت نظرة نحو النافذة فبعد لم تفتح عيني على قرص الشمس ، لحظة فرح امتلكت كل شئ وبحثت عن أقرب شخصا يشاركني فرحتي وهي أمي الغالية ، وبدءت اردد طالت البطالة وحان الوقت للعمل، وتمضي الساعات ساعة تلو اخرى حتى جاءت ساعة تحمل لي بين طيات دقائقها الفرح الجميل، فكل معايير التوظيف مناسبة وكأن هذه الوظيفة جاءت لتكن لي وحدي، وبلا تردد لن اسمح لنفسي بتعثر وبحمد الله لم اتعثر حتى ودعت المكان واستقلت سيارة انا وفتاة لا اعرف  غير أنها كانت في المقابلة ، دار الحديث فعلمت منها أنها  لم تقدم الامتحان الخاص بالوظيفة! ووجودها اليوم شكلي امامنا!، ها قد وقعت في الفخ وينقصني فيتامين على ما تقول يسمى بالواو!.
وفجأة: يبدأ الحلم بالغياب ولا مجال للعودة ليرسم أقسى أنواع الوداع، عندها تفارقنا الابتسامة الشفافة وتغيب الضحكة البرئية ، فتهيم باحثا عن عمل وسط ضوضاء الواو،  وتكشف الستار ليعلن نهاية حلم مأساوي وتبين أرض الحقيقة،فتبحث عن عمل فلا تجد غير الطفيليات اخترقت مجالك، تبحث عن عمل فلا تجد سوى نقص وبالأصح فقر في فيتامين الواو، تبحث عن الصدق فلا تجد
سوى النفاق في كل الأفق حتى تصل الى حدود المعاناة محطم بلا مبالاه، تدور حول نفسك تبحث عن متنفس علك تذوق معنى الحياة الهانئة، لكنها تخنقك وتجعل بينك وبين الفرح مساحة من التشتت تلامس السراب  تسرق منك جواز مرورك في الوقت المناسب.
وتصبح باحثا عن ذاتك الممزقة في مدن الحرمان، أجل هذا ما أراه من نافذتي ... لوحة شاحبة مليئة بالأتربة وقصص الباحثين عن العمل تملئ الطريق، وكأن الطريق تحكي قصتنا والشمس تجبرنا على إغماض عيوننا،فنحن نفتقر الى فيتامين واو، ولا مفر من قهر الآخر بما عنده من قوة وسلطان"الواسطة" فمن يولد لك الضحكات في غمرة الحزن، فمقاعد خاوية ودنيا خالية من كل المقومات، ورغم كل شئ أسمع في داخلي صوتا يتلو "لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا"

بقلم الإعلامية: أبرار تلاحمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق