الأربعاء، 10 فبراير 2016

حُلمٌ نَائِم أيقَظَهُ عقلُ هَائِم .. قِصَة قَصيرة

على هامشِ القريةِ الباكيةِ المتساقطةِ أوراقها شجرةٌ يستظل تحتَ فيئِها شابٌ ، يَغرَق في التفكير ، فتأخذه دنيا الخيال لمتاهاتٍ منسوجةٍ مِن عنكبةِ الحياة ، متاهاتٍ خيوطها رقيقة شفافة ، تكادُ ترى نفسكَ على قسماتِ الخيوطِ المتراصَّة ، أخذته تلك المتاهاتُ لشاطئِ البحر ، حيث الهدوء يعانقُ الحياة ، جلسَ الشابُ وأخذَ يصنعُ من حفناتِ الرملِ قصراً مُنيفَا ، فعندما شارفَ على الانتهاء ، صَفَعَتْ حُلمَهُ موجةٌ صغيرةٌ تلاطمتْ حتى أودت بالقصرِ إلى الهَلاك ، فحزنَ الشابُ كثيراً لضياعِ الحلم المَنشُود ، فشعرَ بعدها بيدٍ رَبَت على كتِفِه ، فالتفتَ للوراءِ فإذ بصديقِ الطفولةِ يهمسُ له : " مالي أراكَ شاردَ الذهنِ منهكَ التفكير " ، فردَّ عليه باقتضابٍ : " كل ما في الأمرِ يا صديقي أنني غرقتُ في الوَهم " .

بقلم: سامي عواودة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق