الثلاثاء، 9 فبراير 2016

غزة بين السطور المنسية

 جَثتْ كلماتي على رُكبتي السطور
فنزفَت حروفي وأصابَها الضُمور
فَرُحتُ أبحثُ عنْ مُلهمي هُنا وهناك
بحثتُ عَنه بين دهاليزِ الكتبِ المَنسيَّة
تلكَ الكُتبِ التي عانقَها غُبارُ النسيانِ
وحرَمها مِن رؤيةِ نورِ الحياة
تلكَ الكتبُ التي ذاقت ويلات الجُناة
سرتُ طويلاً بين أزقةِ الكتبِ
فاستوقفني كتابٌ منسيٌّ
مرميٌّ على رفٍّ
قد أصابَتهُ كَدماتُ الحياةِ في الصميم
مسكته بيديَّ المتعطشتينِ للكِتابة مِن جَديد
أمعنتُ النظرَ فيه
لعلي أقتبسُ مِنه حرفاً يعيدُني إلى صوابِي
لم أُحسِن قراءَة اسمه ؛
نظراً لكمية الغبارِ العَربيِّ المتكدِّسِ فوقَه
فنفضت الغبارَ عنه 
فإذ بثلاثةِ حروفٍ تُشِع نوراً
ثلاثة حروفٍ صدمني وُجودُهَا
 بينَ طيَّاتِ النسيان  " غـزة "
قلَّبت صفحات هذا الكِتاب الأبيّ
بينَ الصفحاتِ عثرت على ملهمي
مُتَكِئاً على حافةِ صفحةِ شهيد
قلت له : ما بالكَ ..
لمَ أرَ الدمعَ ألجمَ لسانَك ؟
فطأطأ رأسه قائلاً : أيُّ كلام سيُقالُ
وغزةَ أنينُ دموعُ الشهادةِ فيها
 لا يُؤَرِق وسادةَ العربيِّ النائم
أي كلامٍ !!
وبسمات الأطفالِ يغتالها
عدوٌّ غاشم ..


بقلم: سامي عواودة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق