الأربعاء، 3 فبراير 2016

لهيبُ الوِحدَة

  هي أنْ تتغيرَ معالمُ المكانِ الذي كانَ يحتَضِنُ اثنينِ
قدْ تعاهدا على البقاءِ معاً حتّى الموت ..
الوِحدة أنْ يأتيَ الخريفُ وتُجبَر الأوراقُ باكيةً
على السقوطِ مِن متنِ شجرةٍ قد احتضنتها طويلا ،
إلا شجرة واحدة كتبَ لها القدر أن تبقى وحيدة
وتحتفظ بما عليها مِن أوراق  ..
الوِحدة أنْ تُعزَفَ ترانيمُ الفرحِ في كلِّ بيوتِ القرية ،
إلا بيتاً واحداً أُطْفِئتَ شموعُ ثغرِه المبتسم
واستبدلت بزخَّاتٍ مِن الدموع . .
الوِحدة هِي الألمُ المنتشي وسطِ رقصاتِ الأمل ..
الوِحدة أنْ يسقيَ المطرُ كلَّ زهراتِ البستان الآيلِ للنسيان ،
وتبقَى زهرة وحيدة مُختَبِئةً خلفَ الأخرياتِ
تحملُ هاجساً بأنَّ المطرَ قاتلٌ ..
الوِحدَة أنْ أرتشفَ الألمَ وحدي ،
وأعصِره دمعاً ينزلُ ليستقرَ ويُدفنَ فِي شفتَيَّ ..
الوِحدة سكينٌ في خاصرةِ البشر ..
ليلٌ كئيبٌ يُعَكِّرُ صفوَ القَمَر ..
شعاعُ شمسٍ منسيٍّ يُزْعِجُ قطرات المَطر ..
الوِحدَة أنْ تبكي وحيداً ..
أنْ تصرخَ فيصمت الصدَى ..
حتَّى صدى الصوتِ يُشارِكُ في الوِحدة ..
أنْ تكونَ وحيداً يعني أنْ تكتبَ على السطور المنسيَّة حروفك ،
فيتراكم عليها غبارُ النسيانِ ، دونَ أنْ يقرَأَها أحدٌ ..
الوِحدة صرخة ..
دَمعَة ..
إخمادٌ لِشَمعَة ..
الوِحدة باختصار هي
" وِحـــدَة " ..

بقلم: سامي عواودة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق